سورة مريم - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (51) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (54) وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)} [مريم: 19/ 51- 55].
هذه نبذة طريفة عن خواص بعض الأنبياء، لتكون أنموذجا رائدا للقدوة الطيبة للعرب الجاهليين، بعد الحديث عن إبراهيم الخليل أبي الأنبياء وعن ذريته، ليحملهم هذا الوصف على اتباع خط النبوة ومنهج الأنبياء كلهم في توحيد الله، وترك عبادة الأصنام.
بدأ الحق تعالى هذه الآيات بذكر موسى بن عمران أحد الأنبياء أولي العزم، صلوات الله عليه، على جهة التشريف، وفي الآية أمر من الله تعالى بالحديث عن موسى، يتضمن: واذكر يا محمد الرسول في الكتاب المنزل عليك، واتل على قومك ما تميّز به موسى بن عمران من صفات خمس وهي:
- إنه كان مخلصا، أي مختارا مصطفى، ومطهرا من الآثام والذنوب، كما قال الله تعالى في شأنه: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي} [الأعراف: 7/ 144].
- وكان نبيا رسولا، اجتمع له الوصفان من الرسل أولي العزم، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليهم وآلهم وسلّم، والرسول: كل من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي: كل من أوحي إليه بشرع يخبر به عن الله قومه، وليس معه كتاب كيوشع عليه السلام.
- وكلمناه تكليما من جانب جبل الطور في سيناء عن يمين موسى وهو الأصح أو عن يمين الجبل نفسه، أثناء مجيئه من مدين متجها إلى مصر، فهو كليم الله بعدئذ، وصار رسولا نبيا، وأنزلنا عليه كتاب التوراة.
- وقربناه نجيا: هو التقريب بالتشريف بالكلام والنبوة، أي أدنيناه إدناء تشريف وتقريب منزلة حتى ناجيناه أو كلمناه، فقوله تعالى: {نَجِيًّا} من المناجاة في المخاطبة، جعلته في العالم الروحي قريب المنزلة من الله تعالى.
- ومنحناه من فضلنا ونعمتنا، فجعلنا أخاه هارون نبيا لكونه أفصح لسانا وألين عريكة، حين سأل موسى ربه أن يجعله نبيا قائلا: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)} [طه: 20/ 29- 32]. وفي آية أخرى طالب به حين إرساله لفرعون: {وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)} [القصص: 28/ 34].
قال بعض السلف: ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبيا، قال الله تعالى: {وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (53)}.
قال ابن عباس: كان هارون أكبر من موسى بأربع سنين.
ثم أمر الله تعالى نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يذكر في القرآن للعرب خبر وصفات إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، الذي هو والد عرب الحجاز كلهم، وأب العرب اليوم، وهم اليمنية والمضرية، وصفاته أربع جعلته أيضا من بركة لسان الصدق والشرف المضمون بقاؤه على آل إبراهيم عليه السلام، وهو الذبيح في قول الجمهور:
إنه كان صادق الوعد، مشهورا بالوفاء بالعهد والوعد، فما وعد وعدا مع الله أو مع الناس إلا وفّى به، فكان لا يخالف شيئا مما يؤثر به من طاعة ربه. وصف بصدق الوعد لأنه كان مبالغا في ذلك.
روي أنه وعد رجلا في موضع، فجاء إسماعيل عليه السلام، وانتظر الرجل يومه وليلته، ثم جاء الرجل في اليوم الآخر، فقال له: ما زلت في انتظارك هنا منذ أمس.
- وكان رسولا نبيا جامعا بين هذين الوصفين كأبيه إبراهيم، وكموسى عليهم السلام، فكان رسولا إلى قبيلة جرهم في مكة، لتبليغهم شريعة إبراهيم، وإخبارهم بما أنزل الله تعالى. وهذا دليل على أنه لا يشترط إنزال كتاب مستقل لكل رسول.
- وكان إسماعيل يأمر أهله وأمته وعشيرته بالصلاة والزكاة، فهما فريضتان جوهريتان في كل ملة، فالصلاة لأداء حق الله تعالى، والزكاة لأداء حق العباد المحتاجين.
- وكان إسماعيل عند ربه مرضيا، أي رضيا زاكيا صالحا، مرضي العمل غير مقصر في طاعة ربه، فعلى المؤمن الاقتداء به.
صفة إدريس وبعض الأنبياء الآخرين:
أمر الله تعالى نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم بأن يذكر لقومه العرب المكيين صفة إدريس وصفات بعض الأنبياء الآخرين من ذرية آدم ونوح، وإبراهيم وإسرائيل، ليعلموا ما امتاز به هؤلاء الصفوة المختارة من طاعة الله وعبادته ومبادرتهم للخضوع لعظمة الله والسجود له، وكثرة البكاء والنحيب خوفا من ربهم. وهذا وحده كاف لحمل الناس على التشبه بهم، والتزام منهجهم وطاعتهم، في رسالاتهم المكلفين بتبليغها، من أجل إسعاد البشر، وتحقيق الخير لهم. قال الله تعالى واصفا خصائص هؤلاء الأنبياء:


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (56) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (57) أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (58)} [مريم: 19/ 56- 58].
إدريس عليه السلام: هو من أجداد نوح عليه السلام، وهو أول نبي بعث إلى أهل الأرض، فيما روي، بعد آدم صلوات الله عليه، وهو أول من خط بالقلم، وكان خيّاطا، ووصفه الله تعالى بالصدق.
أمر الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام أن يذكر في القرآن صفة إدريس عليه السلام، ووصفه ربه بصفات ثلاث، وهي:
- إنه كان صدّيقا، أي كثير الصدق، قوي التصديق بآيات الله تعالى.
- وكان رسولا نبيا، جامعا بين الوصفين، موحى إليه بشرع، وأمر بتبليغه إلى قومه، وقد أنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة، كما في حديث أبي ذر.
- ورفعه الله مكانا عليا، أي أعلى قدره، وشرّفه بالنبوة، وجعله ذا منزلة عالية، روى مسلم في صحيحة في حديث الإسراء والمعراج: «أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ به في ليلة الإسراء، وهو في السماء الرابعة».
وسبب رفع مكانته: أنه كان كثير العبادة، يصوم النهار، ويتعبد في الليل. قال وهب بن منبّه: كان يرفع لإدريس عليه السلام كل يوم من العبادة مثلما يرفع لأهل الأرض في زمانه. لقب إدريس بذلك لكثرة درسه.
وبعد أن قص الله تعالى في سورة مريم قصص زكريا ويحيى وعيسى ومريم وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس، أخبر الله سبحانه أن أولئك المذكورين في هذه السورة، وجميع الأنبياء: أنعم الله عليهم بنعمة النبوة والقرب منه، وعظم المنزلة لديه، واختارهم واجتباهم من بين عباده، وهداهم وأرشدهم ليكونوا المثل الأعلى للبشرية، والأسوة الحسنة للناس جميعا، في عبادة الله وطاعته، والتأسي بطريقتهم ومنهجهم وأخلاقهم.
وأولئك الأنبياء: هم من ذرية آدم عليه السلام أبي البشر الأول، ومن ذرية أولئك الفئة المؤمنة الذين حملهم نوح أبو البشر الثاني معه في السفينة، ما عدا إدريس عليه السلام الذي كان سابقا على نوح، ومن ذرية إبراهيم وهم إسحاق وابنه يعقوب، وإسماعيل عليهم السلام، ومن ذرية نبي الله إسرائيل (أي يعقوب) وهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم عليهم السلام.
وهم أي الأنبياء أيضا من جملة من هداهم الله إلى الإسلام الذي هو الدين الحق المشترك بين جميع الأنبياء، وممن اختارهم للنبوة والكرامة والاصطفاء. وكانوا إذا سمعوا آيات الله المتضمنة حججه ودلائله وبراهينه وشرائعه المنزلة، سجدوا لربهم خضوعا لذاته، وانقيادا لأمره، وحمدا وشكرا على ما هم فيه من النعم العظيمة، وهم باكون خشية من الله ومن عذابه. والبكي: جمع باك.
وإذا كان جميع الأنبياء قد سجدوا لله تعالى، كان السجود مشروعا عند قراءة هذه الآية، لذا أجمع العلماء على شرعية سجود التلاوة هنا، اقتداء بالأنبياء، واتباعا لهم.
قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه ابن ماجه: «اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا».
حقا كان هؤلاء الأنبياء جميعا قدوة رفيعة صالحة، وأسوة حسنة للبشرية في سلامة العقيدة، وكثرة العبادة، وصحة الدين، ونقاوة الأصل، وطهارة النسب والمعدن، واستقامة المنهج والطريق، ورفعة الشأن والخلق.
ألا يجدر بالبشر العاديين أن يكونوا أتباعا لهؤلاء الأنبياء، لا لغيرهم في صحة الاعتقاد، وتقويم الخلق والسلوك، وتقديم أصلح النظريات لتقدم البشرية على منهج النبوة ووحي الإله.
أحوال أتباع الأنبياء:
كان الناس إزاء دعوات الأنبياء بأحوال مختلفة ومواقف متباينة، فمنهم من آمن برسالاتهم واتبع دعوتهم، ومنهم من جحد بها وعارضها، ومنهم المتوسط الذي آمن ولم يعمل، وصدّق ولم يلتزم. وهؤلاء هم العصاة والفسّاق، وهذا التنوع في اتّباع الأنبياء دليل على صدقهم لأن رسل الإصلاح لا يلقون عادة الاستجابة من جميع الناس، وهذا ما أبانته الآيات الكريمة:


{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (63)} [مريم: 19/ 59- 63].
بعد أن وصف الله تعالى الأنبياء بالإنابة والطاعة والسجود لله والبكاء خوفا من الله، ذكر موقف الناس من هؤلاء الأنبياء، فإنهم لم يكونوا جميعا على المستوى المطلوب، لقد جاء خلف سوء من بعد الأنبياء عليهم السلام، مخالفون وكافرون، ومقصرون وفسّاق، تركوا الصلاة المفروضة عليهم، وآثروا اتباع شهواتهم وأهوائهم بارتكاب المحرمات، على طاعة الله، فاقترفوا الزنى، وشربوا الخمر، وشهدوا شهادة الزور، ولعبوا القمار، بل وتأولوا النصوص عبثا ولهوا وجهلا، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. فهؤلاء لهم جزاء شديد، إنهم سيلقون غيا، أي شرا وخيبة وخسارا يوم القيامة، لارتكابهم المعاصي، وإهمال الواجبات، فالغي: هو الخسران، والوقوع في الورطات، وإضاعة الصلاة: الكفر والجحود بها أو إهمالها وتأخيرها عن أوقاتها.
لكن هناك استثناء، فمن هؤلاء المقصرين: من تاب مما فرط به من ترك الصلوات، واتباع الشهوات، فرجع قريبا إلى طاعة الله، وآمن به إيمانا قويا ثابتا، وعمل عملا صالحا، فأولئك يدخلون جنة ربهم، وتغفر لهم خطيئاتهم، لأن «التوبة- أو الإسلام- تجبّ ما قبلها» ولا ينقص من أجورهم شيء، وإن قل العمل، وتقدّمت السن، فضلا من الله ورحمة.
وأوصاف الجنات التي يحظى بها التائبون من ذنوبهم ثلاثة:
- إنها جنات عدن، أي إقامة دائمة، وعد الرحمن بها عباده بظهر الغيب، دون أن يروها، إن وعد الله لآت منجز لا يخلف. وقوله سبحانه: {بِالْغَيْبِ}. أي أخبرهم من ذلك بما غاب عنهم، وفي هذا مدح لهم على سرعة إيمانهم وقرارهم إذ لم يعاينوا.
والمأتي: اسم مفعول مثل محكي.
وقال جماعة من المفسرين: هو مفعول في اللفظ بمعنى: آت. والنظر الأول أصوب، كما قال ابن عطية.
- ولا يسمع العباد الأبرار أهل الجنة في الجنة لغوا، أي كلاما ساقطا، أو تافها لا معنى له، أو هذرا لا طائل تحته. لكن يسمعون سلاما: وهو تحية الملائكة لهم في كل الأوقات، والسلام يشعرهم بالأمان والاطمئنان، وهما منتهى الراحة والسعادة.
- وللعباد الأبرار رزق دائم في الجنة، يأتيهم ما يشتهون من الطعام والشراب مرتين في مقدار اليوم والليلة من الزمان، لأنه ليس هناك ليل ولا نهار، وإنما بمقدار طرفي النهار في الدنيا، أي بكرة وعشيا، وهو وقت الغداء صباحا، والعشاء مساء.
وقال مجاهد رحمه الله: «ليس بكرة ولا عشيا، ولكن يؤتون به، على ما كانوا يشتهون في الدنيا». والتعبير بالبكرة والعشي لإفادة الدوام في الأوقات المرغوبة، وهذا خطاب بما تعرفه العرب وتستغربه من رفاهة العيش. وجعل ذلك عبارة عن أن رزقهم يأتي على أكمل الوجوه، وكثير من العرب كان يجد الطعام المرة في اليوم، وهي غايته، وكان أكثر عيشهم من شجر البرية، ومن الحيوان ونحوه.
تلك الجنة- والإشارة بتلك للتعظيم- بهذه الأوصاف الرائعة: هي التي يورثها الله الكريم عباده المتقين، وهم المطيعون لله عز وجل في السراء والضراء، أي نجعلها حقا خالصا لهم كملك الميراث، كما قال الله تعالى في آية أخرى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ} إلى أن قال: {أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11)} [المؤمنون: 23/ 1- 11].
والخلاصة: إن تخصيص الجنة للمتقين الصالحين الأبرار هو بمثابة الميراث، حيث يتملك الورثة ما يؤول إليهم من التركة. والاختصاص بالشيء هو أغلى ما يتوقعه الإنسان.
الوحي والأمر بيد الله:
الله تعالى صاحب الإرادة والمشيئة المطلقة، وبيده الأمر كله، بعلم الماضي والحاضر والمستقبل، ويفعل عادة ما فيه الخير والمصلحة للعباد، ولا يملك أحد من البشر إنزال الوحي أو تنزيله، وإنما تنزل الوحي بأمر الله سبحانه، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، يأمر الملائكة بالأمر المعين فيفعلونه، وليس للملائكة سلطان في تنزيل شيء، فهم يعملون وقتا بعد وقت، بما يريد الله ويشاء، على ما تقتضيه حكمته، وهذا موضوع الآيات التالية، قال الله تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7